الجمعة، 11 أكتوبر 2024

06:17 ص

البطلة الغائبة.. لماذا تخفي زوجة باسم يوسف شهادتها؟

باسم يوسف وزوجته

باسم يوسف وزوجته

قصص باسم يوسف عن زوجته الفلسطينية الأصل هالة دياب لا تنتهي، إلا أن البطلة نفسها تكاد أن تكون غائبة عن المشهد برمته، ينوب باسم عنها دائما في شرح معاناتها من أجل أهلها الذين يعيشون في غزة وسط النيران والدمار والموت.

الإعلامي الفصيح يتكلم بلسانها، ويتولى شرح حالتها النفسية الصعبة، ولكن أين الزوجة؟،  لماذا لا تقوم بدورها في دعم القضية، ولو من خلال مقاطع فيديو تقول فيها شهادتها عن الفظائع التي تتعرض لها العائلة في القطاع؟

 لماذا لا يستعين بها باسم كوثيقة بشرية في لقاءاته الإعلامية وهو يصول ويجول في كل مكان ليتحدث عن تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي، ويفند المزاعم الصهيونية ؟.. لماذا تفضل هالة أن تظل خلف الكواليس، ولا تفعل شيئا إلا إرسال هداياها من الزيتون والزعتر؟.. أسئلة مشروعة، لكن إجابتها لدى باسم يوسف وهالة دياب وحدهما.

ظل جوجل لسنوات يخلط بين هالة دياب وبين كاتبة سورية تحمل الاسم نفسه، إلى أن ظهرت مع زوجها في حفل توزيع جوائز إيمي الدولية في مانهاتن نيويورك، ليتم التفريق بين الكاتبة السورية والطبيبة الفلسطينية.

أما لقاء باسم الشهير مع مقدم البرامج الإنجليزي بيرس مورجان الذي حقق ملايين المشاهدات، فقد سلّط الضوء على هالة، حين قال باسم حين سأله سأله مورجان عن رأيه في هجمات حماس التي بدأت في 7 أكتوبر.

قال باسم "عائلة زوجتي تعيش في غزة، ولديها أبناء عمومة وأعمام هناك، وقد تم قصف منزلهم أيضًا ولكن لم نتمكن من التواصل معهم في الأيام الثلاثة الماضية، فلقد انقطع الاتصال، لذا لا نعرف كيف حالهم، لكننا اعتدنا ذلك".

وفي المقابلة الثانية قدم له باسم هدية وهو يقول له "هذه هدية مني ومن زوجتي، زيت زيتون من الضفة الغربية، كلما أذهب الى الأردن، وأنا أذهب إليه كثيرا، زوجتي دائما تطلبه مني، وتؤكد أن يكون من الضفة الغربية"

وتابع يوسف وهو يفتح الزجاجة: "إنه أفضل زيت زيتون على الإطلاق، والسبب أن أشجار الزيتون التي يستخلصونه منها عمرها أكثر من 600 عام، وتنتقل من جيل الى آخر، بمثابة تراث عائلي"، في إشارة إلى أصحاب الأرض الأصليين.

طبيعة  هالة 

 محركات البحث التي حاولت استكشاف طبيعة زوجة باسم يوسف، لم تكن حصيلتها النهائية أكثر من معلومات شحيحة لا رابط بينها، ومعلومات مكررة لا يعرف أحد مصدرها، إلا أن صورها على حساباتها تؤكد أنها مغرمة بحياتها العائلية كما أنها تحب الطبيعة من خلال ودائما ما توثق اهتماماتها بالصور ومقاطع الفيديو.

ولدت هالة في 16 يناير 1973، ما يعني أنها أكبر من باسم يوسف بعام (22 مارس 1974)، فيما جمعت مهنة الطب بينهما (كلاهما حصل على الدكتوراه في جراحة القلب والصدر)، ليتم زواجهما في 16 يناير 2010، وينجبا نادية (2012) وآدم (2017).

سريعا غادر  باسم الجراحة ليتجه إلى الإعلام، وبقيت هالة تمارس عملها المعتاد كطبيبة في المعادي، قبل أن يستقران في الوقت الحالي داخل سان فرانسيسكو بولاية كاليفورنيا بالولايات المتحدة، التي يتخذ منها باسم يوسف مسرحا لنشاطه الدؤوب لمناصرة القضية الفلسطينة منذ انطلاق عملية طوفان الأقصى في السابع من أكتوبر الماضي.

لقاء سردة

يعترف باسم في آخر مقابلة له مع سردة بعد العشاء (بودكاست لبناني) من تقديم الفرنسية اللبنانية ميديا ازوري، ومعين جابر ابن علي جابر مدير مجموعة قنوات إم بي سي، أن معلوماته عن القضية الفلسطينة كانت مثل أي شخص عربي في البداية، إلا أن لقاء بيرس مورجان (الأول) حرضه على أن يكون متخصصا. 

قال باسم إنه تواصل مع 12 شخصا في الأراضي الفلسطينية المحتلة، من اجل الحصول على معلومات تمكنه من الدفاع عن القضية بأسلوب مختلف، وبدلا من أن يكون في موقف المدافع عن الفلسطينيين أمام الإعلام الغربي، بات مهاجما لأنه بات يعرف أكثر عن إسرائيل في الداخل، ليفند الأساطير والأكاذيب التي تبنى عليها الدولة العبرية صورتها. 

ربما تكون الأقدار وضعت هالة في طريق باسم لتحتل قلبه، ما جعل باسم يخلط بين فلسطين وهالة، لتظل الحاضر الغائب في مقابلاته وأحاديثه، وحتى ما يرتديه من أزياء تجسد الهوية الفلسطينية. 

search