السبت، 05 أكتوبر 2024

01:24 م

من "الكوع" لـ F35.. كيف تطورت ترسانة "القسام" العسكرية؟

أحمد سعد قاسم

A A

تعتمد كتائب القسام على الرشقات الصاروخية للرد على القصف الإسرائيلي في حرب قد يطول أمدها في غزة، لكن الأمر يفتح الباب للتساؤل حول الإمكانيات والقدرات العسكرية والاستراتيجية لجناح حماس العسكري.


شهدت مواجهة “طوفان الأقصى” منذ بدايتها 7 أكتوبر الماضي تطورا كبيرا في استراتيجية الحركة العسكرية، خصوصا في منظومة الصواريخ التي نجحت في اختراق القبة الحديدية. عادة “القسام” أنها لا تكشف أي معلومات جديدة عن ترسانتها العسكرية، سواء أنواعها أو عدد ما تملكه من أسلحة.. صحيفة “نيويورك تايمز” أكدت في تقرير سابق لها على لسان إسرائيل امتلاك حماس ما يقرب من 30 ألف صاروخ، لكنها في الحروب المتتالية تكشف بشكل مفاجئ عن أحدث ما لديها.

البداية بالكوع

بدأت كتائب القسام تصنيع أسطوانة حديدية تحمل داخلها موادّ متفجرة أطلقت عليها اسم “الكوع”، لتكون بداية الطريق للعبوات الناسفة فيما بعد.

في عام 1992، بدأت عملياتها النوعية باستخدام مسدس من طراز "جولدستار" عيار 9 مليمترات، لتعلن فيما بعد عن استخدام الحزام الناسف في عملياتها بداية من عام 1993، ثم صنعت سلاح عوزي حماس؛ وهو عبارة عن مسدس صنعت منه الحركة 350 قطعة، وفي 1994 بدأت حماس استخدام القنابل اليدوية في مناوراتها مع الجنود الإسرائيليين.

عصر القذائف 


بدأت الكتائب دخول مرحلة جديدة تحت مسمى مرحلة القذائف الكبرى، حيث أعلنت في عام 2000 عن استخدام مدافع الهاون التي تحتوي قطعة مدفعية صغيرة ذات عيار قوي للضرب العمودي، وتتوفر بعيارات مختلفة الشائع منها 61 مم، و81 مم، و120 مليمترا، كما استخدمت قذائف الأنيرجا، وهي قذيفة بندقية مضادة للدبابات.

في العام نفسه كشفت الكتائب عن صاروخ القسام، الذي يبلغ مداه ما بين 2 إلى 3 كيلو متر؛ تطور إلى "القسام 2" بمدى 12 كيلو مترا، ثم خضع لمرحلة تطوير ثالثة، حيث وصل مداه 16 كيلو مترا.


مضادات الدروع

في 2002، أعلنت كتائب القسام عن “قاذف البنا”، المضاد للدروع ويستخدم لاستهداف الدبابات، والمركبات العسكرية الإسرائيلية، لتبدأ في السنوات التالية تطوير القاذف الذي أطلقت عليه في 2003 "البتار"، وفي 2004 أطلق عليه قاذف الياسين، ثم أنتجت القسام عبوات مضادة للدروع والأفراد، وهي عبارة عن عبوات متفجرة توضع على الطرق أو تزرع في الأرض، وتنفجر عند مرور الأهداف الإسرائيلية.

مرحلة الصواريخ

في 2012 بدأت القسام دخول مرحلة جديدة في ترسانة أسلحتها، حيث أعلنت عن صاروخ إم 75، الباليستي يصل مداه إلى 75 كيلو مترا. وفي 2014، أعلنت القسام عن صاروخ آر 160، الباليستي ويصل مداه إلى 160 كيلو مترا. وفي العام نفسه، أعلنت عن طائرة أبابيل، المسيرة بدون طيار وتستخدم للتجسس أو الاستهداف.
 

صاروخ إم 75

وفي 2015، أعلنت القسام عن صاروخ “إيه 120”، الباليستي ويصل مداه إلى 120 كيلو مترا. وفي 2018، كشفت عن صاروخ “كيو”، الباليستي المطور من صواريخ القسام، وفي 2021، أطلقت صاروخ “إيه واي واي إيه إس إتش”، الباليستي ويصل مداه إلى 250 كيلو مترا.

في العام ذاته أعلنت القسام عن طائرة شهاب الانتحارية، المسيرة وتحمل متفجرات ما إن تقترب من الهدف تنفجر على الفور، فضلا عن طائرة الزواري المسيرة وتحمل كاميرات أو قنابل.


تطور بحري


تدرك كتائب القسام أهمية تطوير قدراتها البحرية خصوصا أنها تطل على البحر الأبيض المتوسط. في عام 2014 كشفت حماس للمرة الأولى عن وحدتها البحرية، وأطلقت عليها "الكوماندوز البحري" بعد تنفيذها هجوما كبيرا على موقع زيكيم العسكري التابع لقوات الاحتلال الإسرائيلي بالقرب من الحدود البحرية بين غزة وإسرائيل.


تمتلك القسام غواصات بحرية، ومعدات غوص للاستخدام أثناء الحروب، وقد تطورت تلك القوات كثيرا منذ ظهورها في 2014، وجرى تزويدها بمعدات وأسلحة خاصة، كما أنها تستخدم أنفاقا خاصة تحت سطح الماء للتحرك والتهريب، ولديها عدد من القوارب القابلة للتفخيخ، والعبوات الناسفة العائمة لمهاجمة الأهداف البحرية.

الطائرات الشراعية


أظهرت حماس خلال حرب طوفان الأقصى تطورا نوعيا جديدا شوهد للمرة الأولى، الأمر الذي شكل مفاجأة كبيرة لإسرائيل، وجاء هذا التطور على شكل طائرات شراعية F35 تشبه المظلات؛ تحتوي على مركبة صغيرة بثلاثة إطارات، وبها محركات تعمل بالطاقة لمنحها القدرة على اتخاذ مسارات محددة بقوة دفع كبيرة يمكن التحكم بها عن طريق قائدها، وتنطلق الطائرات الشراعية بسرعة تتراوح بين 40 إلى 60 كيلو مترا في الساعة، وترتفع فوق سطح الأرض لأعلى من 5700 متر.

search