عن اللغة والكلاب.. كيف تحول نبيل العربي إلى طفل في لحظة؟

تاركًا وراءه سيرة عطرة وإرثًا تاريخيًا لا يُنسى، رحل عن عالمنا مساء أمس نبيل العربي، وزير الخارجية المصري الأسبق، وأمين عام جامعة الدول العربية الأسبق، عن عمر يناهز 89 عامًا.

العربي الذي يعد من أعظم رجال الدبلوماسية المصرية، ترك بصمة لا تمحى في مجال القانون الدولي وفن التفاوض، وساهم في تدريب مئات الدبلوماسيين الذين ساروا على نهجه.

قصص إنسانية ومواقف بطولية 

فيما تحولت مواقع التواصل الاجتماعي إلى ساحات نعي للراحل، برزت العديد من القصص الإنسانية والمواقف البطولية التي تبرز قوة ونبل شخصيته. 

ومن بين هذه القصص، ما رواه الإعلامي محمود التميمي عن زيارته للراحل في منزله بالساحل الشمالي قبل عام، حيث التقطت الكاميرات جزءًا من حياة العربي الخاصة.

التميمي كتب عبر صفحته على فيس بوك: “قبل سنة و5 أيام، تشرفت بزيارته في بيته لتصوير جزء من قصته مع الأستاذ هيكل في فيلم أُنتج لصالح مؤسسة هيكل للصحافة العربية بمناسبة مئوية ميلاد هيكل. اصطحبت معي ابنتي وقلت لها: ”ستلتقين برجل عظيم. جدك قاتل بالسلاح لتحرير سيناء، وهو قاتل بالخرائط والوثائق والتاريخ لتحرير طابا".

أضاف التميمي، قائلاً: "كان نبيل العربي كريمًا في الاستقبال والحديث. تجاذب أطراف الحديث مع ابنتي نور حول اللغة الألمانية وأنواع الكلاب التي يربيها، وتحول إلى طفل في لحظة، يستغرق في الحديث مع الطفلة ذات الـ12 عامًا، حتى نسي وجودنا، بينما جلست أنا والسيدة حرمه، شقيقة الأستاذ هيكل، نتابع هذا الحديث الطفولي بابتسامة على وجهينا".

وفي لفتة تعكس نبل شخصية العربي، حرص قبل التقاط صورة تذكارية معهم على الانتقال من كرسيه المتحرك إلى كرسي عادي، حتى لا يصدم أحدًا بحالته الصحية التي لم تكن في أفضل حالاتها.

وختم التميمي قائلاً: "رحم الله الفقيد الغالي الدكتور نبيل العربي، القاضي الدولي الذي اكتسب مكانة خاصة عبر مراحل تاريخية مختلفة، وصولًا إلى توليه مهام وزير الخارجية ثم أمينًا عامًا لجامعة الدول العربية في مراحل فارقة. خالص العزاء لأسرة الفقيد. وستتقبل أسرة العربي وأسرة هيكل العزاء يوم الأربعاء في مسجد المشير بالقاهرة".