الإثنين، 16 سبتمبر 2024

10:39 م

ميركاتو الأهلي في الميزان

يراه البعض أنه أهم "ميركاتو" في تاريخ النادي الأهلي الحديث، أو على الأقل منذ بداية الألفية الثانية، فيما يراه البعض الآخر إنه الأهم على الإطلاق، نظرًا لما ينتظر الفريق من مسابقات دولية على رأسها بطولة كأس العالم بنظامها الجديد المماثل للمونديال، بجانب بطولة إنتر كونتنيتال المستحدثة أيضًا، ناهيك عن البطولات المعتادة، سواء محلية مثل الدوري، أو قارية كبطولة دوري أبطال أفريقيا أو دوري السوبر الأفريقي.

على الرغم من أن الاهلي تمكّن من حسم معظم بطولات الموسم المنتهي، لكن ذلك لم يمنع قلق الجماهير التي بدأت بمجرد الاطمئنان على الدوري الـ44، في المطالبة بصفقات تليق بما يحلم به جماهير القلعة الحمراء، التي ترفض الظهور المشرف في الأحداث الكبرى، كما تسأم من المركز الثالث، وهو أمر استشعرته جيدًا الإدارة الأهلاوية، وبالتأكيد عملت على إنجازه، لكن السؤال هل نجحت فعلًا لجان الأهلي سواء تخطيط أو تعاقدات أو حتى شركة الكرة، في إنجاز ما بات يُعرف بـ"فريق الأحلام".

بالطبع الإجابة ليست حاسمة أو نهائية، ولذلك سيكون هناك نوع من الإنصاف في القول أن إدارة الأهلي نجحت في بعض الصفقات التي طلبها المدير الفني مارسيل كولر، ووافقت عليها لجنة التخطيط، مثل يحيى عطية الله، اللاعب المغربي الذي يلعب في مركز الظهير الأيسر، وقد جاء من نادي سوتشي الروسي في مفاوضات اتسمت بالهدوء مقارنة بغيرها.

بالطبع قبل ذلك، كان الأهلي قد حسم صفقة يوسف أيمن الذي يلعب في مركز المدافع، وكانت الصفقة تمهيدًا لرحيل محمد عبد المنعم الذي احترف مؤخرًا في نادي "نيس الفرنسي"، وبناء على طلبات كولر بأن عبد المنعم "يتفك باتنين"، تعاقد الأهلي مع لاعب المنتخب المغربي ونادي بريست الفرنسي، أشرف داري الذي يلعب في مركز قلب الدفاع، وتمت الصفقة أيضًا بهدوء، وكذلك إتمام التعاقد مع عمر الساعي القادم من فريق الدراويش، فيما يصب في صالح الإدارة الاهلاوية ومطالب المدير الفني.

على الجانب الآخر، لم تستطع إدارة الاهلي التعاقد مع اللاعب التونسي محمد بن رمضان -حتى كتابة هذه السطور-، بعد تصميم ناديه المجري على التمسك به، ورفض الجماهير التونسية لانتقاله إلى القلعة الحمراء، إذ يعد الأهلي من أكثر الفرق التي أذاقت دول شمال أفريقيا الهزيمة، ورغم الكثير من الأحاديث التي طالت تلك الصفقة التي جلبت ضجة كبيرة، لكنها حتى الآن لم تشهد أي تقدم بل تشير الاخبار أنه تم إغلاقها، وهو ما سيسبب بالتأكيد غضب مارسيل كولر الذي يتمسك باللاعب كونه صفقة جيدة، في ظل غياب علي معلول.

لم يكن "بن رمضان "الملف الوحيد الذي لم يستطع الأهلي إنجازه، فهناك أيضًا المهاجم الثاني الذي طلبه مارسيل كولر ليكون بديلًا لوسام أبو علي في حالة حدوث أي طارئ، ولكن تلك الصفقة يبدو أنها لن تُنجهز أيضًا، وذلك بسبب فشل المفاوضات مع برسي تاو التي تريد الإدارة إعارته لكي يفسح مكان لأجنبي جديد، فيما يرفض اللاعب الجنوب أفريقي أي مفاوضات مصممًا على حصوله على قيمة العقد كاملة، والأمل الوحيد الآن الوصول إلى مهاجم فلسطيني يُقيد مصريًا على غرار "أبو علي".

هكذا سار "الميركاتو الصيفي" في القلعة الحمراء، وهو ميركاتو لن نستطيع وصفه بالسيء أو الممتاز وإن كان بالتأكيد لا يرضي جماهير الأحمر الذين يريدون كل شيء يمكن أن يصل بالفريق إلى مناطق أبعد، رغم ذلك، فإن انتظار جدوى تلك الصفقات في الملاعب سيكون هو الاختبار الأصعب، فإما تصفيق لإدارة الاهلي على غرار ما حدث مع وسام أبو علي، أو هجوم مثلما حدث مع أنطوني موديست، وهذا يحسمه المستطيل الأخضر.

search