الجمعة، 22 نوفمبر 2024

05:30 م

صلة رحم على حساب العروس.. ماذا يقول الطب النفسي عن تريند الكعكة؟

حفلات الزفاف

حفلات الزفاف

ياسمين محمد النجار

A A

مؤخرًا بدأنا نرى مشاهد وفيديوهات من حفلات الزفاف، قد يستنكرها البعض، فيما يروج لها آخرون تحت شعار صلة الرحم وارتباط الأسرة.

مشاهد من حفلات الزفاف

من ضمن تلك الفيديوهات المنتشرة، مشهد لزوج يترك زوجته في فقرة أكل كعكة الزفاف، إذ يجري بالكعكة المتشبثة بأطراف الشوكة، ليطعمها لوالدته ويصفق الجميع مع مشهد العروس الصامتة بملامح جامدة في الخلفية.

ويتكرر المشهد لنرى عريسًا آخر يتأبط ذراع والدته في يمينه وعروسه في شماله، ويتم مشاركة الفيديو تحت عبارات حب الأم وتصدع أغنية ست الحبايب في خلفية المشهد، غير مكترثين للعروس التي تظهر في نفس الفيديو وعلامات الحزن تفترسها افتراسًا.

عريس يأكل والدته كعكة الزفاف ويحرج عروسته

 ونراه مرة أخرى في مشهد رقص الإخوة بتأثر شديد مع أخوهم في زفافه، وتشبثهم به بقوة بعيدًا عن العروس، وحينما تقترب العروس لتشاركهم الرقص يبعدها الإخوة الثلاث وعلامات الاشمئزاز تزين وجوههم.

العريس الذي يرقص مع أخواته متجاهلًا عروسه

 

سوء علاقة بين الطرفين

قال الدكتور جمال فرويز، خبير الطب النفسي، إن السبب الرئيسي لكل تلك المشاهد هو سوء العلاقة بين الطرفين، فقال: "مثلًا لو تحدثنا عن العريس الذي تأبط ذراع والدته في زفافه، نجد عنده خلل، فالأم طبعًا له حبها الخاص واحترامها، ولكن لا يجب أن يتعارض هذا مع حقوق الزوجة، فيوم الزفاف هو يوم الزوج والزوجة المميز، وتظل تتذكره الزوجة طوال العمر، وبمثل هذا الفعل يكون الزوج قد دفن فرحة زوجته في بداية حياتهما وكتب لعلاقتهما الفشل".

لقطة وبحث عن التريند

وأضاف فرويز أن بعض القائمين على تلك المشاهد غالبًا ما يرغبون في جذب الانتباه وركوب التريند، فنرى بعضهم يقتطعون تلك الفيديوهات وينشرونها لإثارة الرأي العام، وبالتالي زيادة المشاهد.

وتابع فرويز: "لو طبقنا هذا الموضوع على حالة العريس الذي أحرج زوجته أمام المعازيم وذهب ليطعم والدته من كعكة الزفاف، فأفعاله هنا هي انعكاس لخلافات دفينة مع والدته، جعلته يبالغ في إظهار شكل من الحب غير موجود بالفعل، ليري الناس علاقة طيبة بأمه، بالطبع مزيفة وغرضها الأساسي لفت الانتباه، والبحث عن الشو".

تدخل الأهل في العلاقة الزوجية 

أما عن مشهد رقص العريس مع إخوته وتجاهله لعروسه، أجاب فرويز أن ذلك بمثابة انعكاس لمدى سوء العلاقة بين أخوات العريس وزوجته، وتحكمهم التام في الزوج، مما سيؤدي بالتأكيد لفشل علاقة الزوجين، وحياة تعيسة في انتظار العروس المغلوب على أمرها.

وتابع: "في تلك الحالة ستكون الأخوات بمثابة حموات للعروس المسكينة، وسبب رئيسي للمشاكل بين الزوجين، فالعلاقة الطبيعية يجب أن تبنى على مراعاة مشاعر الزوجة، والحفاظ على استقرارها، وإعطاءها جميع حقوقها، ولا يجب أن يتعارض هذا طبعًا مع علاقة الزوج مع أخواته، ولكن واجب عدم الخلط بين تلك الحقوق".

search