الجمعة، 22 نوفمبر 2024

04:45 م

محمد فودة
A A

قليل من الحكمة.. لن يضر!

أحبُّ الفنان حسين فهمي، ليس كممثل فقط، لكن أعتقد أن لديه فلسفة رائعة في حياته، إذ سمعته ذات مرة يقول ببساطة ساحرة، إنه لا يتحامل على نفسه إطلاقاً، فلا يقصد مكانًا يكرهه، أو يهدر وقته مع أشخاص لا يروقون له.
شخص بشوش متصالح مع نفسه، تستهويه النساء غالبًا، وإن كنّ لا يعمرنّ طويلاً برفقته، لأنه لا يتحمّل إزعاجهن كثيرًا على ما يبدو، أو ربما يجانبه التوفيق في اختياراته، أو لعله الطرف الشرير في علاقاته. أيًا كانت الأسباب فقد تزوّج حسين فهمي ست مرات، ويكفيه ويكفينا زواجه من فاتنة التاريخ ميرفت أمين، حتى نقدّره أكثر.

لماذا استهللت مقالي بالحديث عن حسين فهمي؟ بكل صراحة، لا أعلم! فالفكرة التي اعتزمت الكتابة عنها بعيدة كل البعد عن شخصية هذا الرجل الوسيم الظريف اللطيف، لكن بما أنني كتبت كل ما سبق فلا مبرر لحذفه، فتحملّوني أرجوكم، لأنني أحبكم ولعلكم تحبونني بمرور الوقت.
في حياة كل منا شخص "توكسيك" أو أكثر، ومعنى الكلمة بالعربية، "الشخص السامّ"، وهو إنسان ثقيل على القلب، يعجز غالبًا عن كبت مشاعره السلبية تجاه الآخرين، فيحقّر من شأنهم ويقلّل من إنجازاتهم، ينفث طاقة سلبية من كل جوارحه، يمكنك أن تشعر بها دون أن يتحدث!
أدرّب نفسي منذ فترة طويلة على اعتزال هذا النوع من البشر لأنهم بالغو الأذى، يسببون جروحاً غائرة في النفس والقلب والروح، دون أن يرفّ لهم جفن أو يؤنبهم ضمير!
 

أعرف أحدهم، لا يتحدث إلا بالسوء، فيطلق أحكامًا هنا وهناك، يعلّق على مظهر الغير وجوهره، يؤمن بأنه الأكثر تميزًا والأقل حظًا في الوقت ذاته، يعتقد أنه يفهم في كل شيء، فينظر إلى الناس بحسد، ويحاول الاستحواذ على كل ما يطاله!
 

الإشكالية التي أحذركم منها، أن لدي شعوراً بأن “التوكسيك” شخص معدٍ، فبمرور الوقت يمكن أن يتأثر الآخرون به، وربما يكون هذا سبب انتشار الغلّ والحسد في كثير من المجتمعات، فهم مثل “الزومبي”، يسلبون أرواح المحيطين بهم، ويحوّلونهم إلى كائنات أشد سُمّية!
هناك علامات معروفة للشخص “التوكسيك”، يمكنكم البحث عنها في جوجل، فلن أقدّم لكم هنا كل شيء، كفاكم كسلاً واتّكالية، فوقتي لا يسمح إطلاقاً بإهداره على متراخين أمثالكم، أنا أفضل كثيرًا من كذلك، ولديّ من المسؤوليات ما يحول دون الاهتمام بهذه الصغائر!

العبارة السابقة لا يمكن أن يكتبها إلا "توكسيك نموذجي"، يتعامل مع الآخرين بفوقية ونرجسية، يعتقد أنه أفضل من الجميع، وينسب لنفسه أدوارًا بطولية، ولا يستخدم غالباً سوى ضمير المتكلم!
خلاصة القول، تجنّبوهم متى استطعتم، وابعدوهم عن أبنائكم، فهم مدمرون حقودون، يمكن أن تسبّب طاقتهم السلبية المرض، والعجز والإرهاق!
حاولوا التعامل مع الأمور بإيجابية، ولا تفرضوا على أنفسكم منافسة وهمية، أو تخوضوا سباقًا لستم في حاجة إليه، فالحياة أقصر من أن نهدرها في السعي وراء سراب، أو تعكير صفو حياة الآخرين مثلما يفعل “التوكسيك” من البشر!

لعلكم أدركتم الآن سبب الاستهلال بـ"حسين فهمي"، فهو شخص متصالح مع نفسه، يشع الرضا من وجهه، يعتزل ما يكدر صفو حياته، ويتجنّب كل من هو “توكسيك”، وبشكل عام أكره دور الناصح، ولا يتناسب معي إطلاقاً، لكنّ قليل من الحكمة لن يضرّ، كما أنني
أحب مشاركة مشاعري معكم، وتحذيركم ونفسي، من الاقتراب من هؤلاء أو التأثر بهم، لأنهم يفقدوننا كثيراً من متع الحياة، ويضاعفون من المنغصات التي نعاني منها فعلياً في هذه الظروف الصعبة.
دمتم بخير..

title

مقالات ذات صلة

المتهمات بالفرحة!

22 يوليو 2024 07:03 م

لماذا "سيف زاهر"؟!

24 يونيو 2024 02:12 م

إياك تاخدها جدّ!

07 مايو 2024 10:18 م

اللقيط والقزم!

24 فبراير 2024 07:42 م

الشخصية الـ "ميدو"!!

07 فبراير 2024 04:10 م

صناعة الآلهة

24 يناير 2024 07:36 م

search