السبت، 05 أكتوبر 2024

12:14 م

لماذا الكابتن محمد رمضان تحديدًا؟

منذ عامين، وبالتحديد بعد مباراة الأهلي وفاركو في موسم 2021-2022، وما صاحبها من أخطاء تحكيمية فادحة، اتخذ مجلس إدارة النادي، قرارًا مثيرًا للجدل، مفاده استكمال الدوري العام بالناشئين وإراحة اللاعبين الكِبار مع عدم التفريط فيهم، وصدر هذا القرار بعد فشل الأهلي في حسم الدوري الذي تُوج به الزمالك في النهاية، لكن الأهم، أن الحملات وقتها لم تكف عن ضرورة تسريح اللاعبين الذين لم يُقدّروا القميص الأحمر حق قدره، وتصدى مجلس الإدارة لتلك الحملات، وثبت صدق رؤيته في النهاية، فبنفس اللاعبين اكتسح الأهلي أفريقيا خلال العامين الماضيين، سواء بالنتائج والألقاب، أو بالأداء الاستثنائي للشياطين الحُمر.

ومنذ ساعات، اتخذت لجنة التخطيط بالنادي الأهلي، قرارات تعلقت كلها بخسارة السوبر الأفريقي وظهور الفريق بأداء سيء، ناهيك عن عدم التزام بعض اللاعبين في بداية موسم استثنائي يستعد فيه النادي إلى بطولات قارية وعالمية، وكان أبرز القرارات تعيين الكابتن محمد رمضان، مديرًا رياضيًا وله اختصاصات مدير الكرة بشكل كامل، وذلك بعد فترة مؤقتة تولى فيها الكابتن سامي قمصان منصب القائم بأعمال مدير الكرة بجانب مهامه الاخرى.

والسؤال الأبرز الذي تعلق بهذا القرار هو، لماذا محمد رمضان بالتحديد؟، فالتكهنات أشارت إلى احتمالية عودة الكابتن سيد عبد الحفيظ، كما أشارت إلى احتمالية الاستعانة بوجوه جديدة لهذا المنصب مثل الكابتن محمد شوقي، لكن قرار لجنة الكرة أثار التساؤلات حول مدى صوابه وحُسن اختيار توقيته.

الإجابة عن تلك الأسئلة تتلخص في الكابتن محمد رمضان نفسه ومسيرته الرياضية والإدارية، والذي يُمكن وصفه بأنه رجل المهمات العاجلة والصعبة، فالرجل الذي وُلد 11 سبتمبر 1963، بدأ مسيرته كلاعب كرة قدم في نادي الترسانة حتى انتقل إلى الأهلي في صيف 1990، واستمر نحو 4 سنوات تمكّن خلالهم من حصد 5 ألقاب بواقع لقب أفريقيا أبطال الكؤوس والدوري العام وثلاثة ألقاب من كأس مصر، وبمجرد اعتزاله كرويًا، اختاره رئيس النادي الأهلي حينها الكابتن صالح سليم، ليتولى منصب مدير الكرة.

لكن الأمر لم يكن مجرد اختيار فقط، ففي هذا العام أي 1994، كان محمد رمضان يبلغ 31 عامًا، وكان عليه أن يتعامل مع "أوضة لبس" تعج بنجوم مثل التوأم حسام وإبراهيم حسن، ووصولًا إلى رضا عبد العال، بل ويفرض سيطرته عليهم دون أي صِدامات، وهي مهمة صعبة لشاب في عمره، لكن الحقائق تؤكد أنه تمكّن من التعامل بشكل جيد، والدليل ان هؤلاء النجوم مازالوا يتذكرون "رمضان" بالحب والخير حتى الآن، أما على المستوى العملي، فبمجرد تولي الكابتن محمد رمضان المسئولية، استعاد الأهلي بريقه وسيطرته الإدارية المعروفة، وتمكّن من حصد لقب الدوري حينها، لتصدق رؤية الكابتن صالح سليم الذي لم يختار سوى الأكفّاء في المناصب.

بعد تنفيذ مهمته العاجلة في لملمة الفريق، تولى محمد رمضان عدد من المناصب أيضًا مثل مدير أكاديمية النادي الأهلي في 2007، وربما يُدهش البعض حين يعرف أنه كان المسئول الأول عن تعليم لاعبي الأهلي المعتزلين فنون الإدارة خاصة في منصب مدير الكرة، والمٌدهش أن أنجب تلاميذه كان الكابتن سيد عبد الحفيظ الذي تولى هذا المنصب لسنين وأثبت جدارة تعد هي الأبرز خلال العقد الأخير في القلعة الحمراء، كما شمل التلاميذ النجباء الكابتن هشام حنفي أيضًا.

وإذا كانت تلك هي طبيعة الرجل ودوره وتاريخه، فليس مستغربًا أن يتم استدعاؤه في فترة كتلك بالتحديد، فلم يكن الأداء السيء فقط هو سبب خسارة السوبر الأفريقي، بل عدم تركيز بعض اللاعبين، وانشغالهم بخارج الملعب أهم الأسباب، وفي ظل مهام سامي قمصان الكثيرة كان يجب أن يكون هناك رجل بقدرات الكابتن محمد رمضان، وشخصيته الصارمة وخبرته في لململة الفريق المطالب بتحقيق الكثير خلال الموسم المقبل، كما يٌحسب إلى إدارة الأهلي، تراجعها عن قرار لم يمضى عليه شهرين وأقصد عودة منصب مدير الكرة كما كان، فالإدارة الناجحة ليست الإدارة التي تصدر قرارات صحيحة دومًا، بل الإدارة القادرة على تصحيح أخطائها سريعًا ودون مكابرة.

search