على هامش البالون دور.. حتى لا تفقد الجوائز قيمتها
في مقطع فيديو شهير، كشف المعلق الرياضي التونسي، عصام الشوالي، أن لاعب الاهلي السابق محمد أبو تريكة كان الأحق بجائزة أفضل لاعب في مونديال الأندية عام 2006، لكن بسبب الرعاة تم استبعاده، وهو ما دفعه، أي الشوالي، إلى عدم الثقة في أي جائزة فردية سوى جائزة الهدّاف، وذلك لأنها تعتمد على الأرقام فقط.
تذكرت هذا المقطع، بعد فوز لاعب وسط مانشستر سيتي والمنتخب الإسباني، رودريغو هيرنانديز "رودري"، بجائزة الكرة الذهبية لهذا العام، متفوقًا على فينيسيوس جونيور، الذي كان هناك شبه اتفاق بين الجميع على أنه الأحق بـ “البالون دور”، لما أداه الموسم الماضي مع فريقه ريال مدريد، وكيفية حسمه لقب دوري أبطال أوروبا في اللحظات الأخيرة، لكن جاء "رودري" ليقلب الطاولة ويثير جدلًا تردد صداه في العالم أجمع، وبالنسبة لي كان هناك عدة ملاحظات، ليست أكثر من تفكير بصوت عال وأسئلة لم يتم الإجابة عليها حتى الآن.
أول تلك الملاحظات، هي غياب الشفافية الواضحة في اختيار أفضل لاعب في العالم، فقواعد الجائزة نفسها تحمل من التعميم أكثر من التحديد، وبحسب تقرير "ذات أتلانتيك" العالمية، فالجائزة تخضع لتصويت 100 صحفي من مختلف أنحاء العالم، بجانب شروط أخرى مثل أن المدة التي تُقرر على أساسها الجائزة هي موسم واحد، والمعيار الأول هو المستوى الفردي، بجانب أداء الفريق وإنجازاته، واللعب النظيف، وبالطبع يأتي في الحسبان أداء اللاعب مع منتخب بلاده وما حققه بقميص وطنه.
تلك القواعد نفسها، إن تم تطبيقها فلن تجد سوى فينيسوس الذي سجّل 13 هدفا بقميص ريال مدريد خلال العام الماضي، بجانب أكثر من 20 تمريرة حاسمة لزملائه، ناهيك أن بعض الأهداف كانت حاسمة في المباريات، كما أنه فاز مع فريقه بدوري أبطال أوروبا، والدوري الإسباني أيضًا، ولم يرتكب أخطاء كثيرة كما أوضحت شبكة “سكاي سبورتس” في تقريرها عن نهاية الموسم الماضي.
ورغم أن رودري كان رمانة ميزان مانشستر سيتي، وأحد اللاعبين الأهم في الفريق إن لم يكن في البريميرليج ذاته، فإن أي مقارنة كانت ستضعه خلف فينيسيوس الذي لم يُتوّج، وهو ما دفع ريال مدريد إلى مقاطعة حفل البالون دور، رغم فوز مدربه كارلو أنشيلوتي بجائزة أفضل مدرب للرجال، ورغم انتماء رودري لإسبانيا الغائبة لأكثر من عقدين عن تلك الجائزة، لكن هذا لم يمنع الصحف الإسبانية من مهاجمة فرانس فوتبول التي لم تكن مُنصفة - على حد قول الصحف.
يتبقى الملاحظة الثانية، وهي تسريب خبر الفائز بـ البالون دور، في واقعة غير معتادة، ومن خلال صحيفة "ماركا" الإسبانية، التي تربطها بريال مدريد علاقة قوية إذ أن الصحيفة تصدر من العاصمة الإسبانية نفسها، وكان سؤال البعض: هل أرادت فرانس فوتبول تهيئة الرأي العام الإسباني لتلك المفاجأة، فاختارت صحيفة مقربة تُعلن الخبر الذي تأكد بعد ساعات؟
تبقى الملاحظة الثالثة، أن البعض رجّح فوز رودري بسبب عدم إنجازات فينسيوس مع البرازيل مقابل تتويج الأول بيورو 2024، ورغم أن تلك وجهة نظر قد تبدو صحيحة، لكن الحقيقة أن لولا يامين لامال ما كانت إسبانيا ستعرف الطريق إلى اللقب، وبالتالي فالأحق هو من فاز بأفضل لاعب صاعد في نفس الحفلة.
الملاحظات الثلاث، ذكّرت الجميع بما حدث عام 2014 حين فاز ميسي بالكرة الذهبية، وقيل وقتها إن السبب هو أداؤه في مونديال البرازيل، وبحسب الناقد الكبير حسن المستكاوي، فإن "ليو" كان سيئا والأحق كان لاعبين آخرين مثل أنيستا أو تشافي، أما زين الدين زيدان فيرى أن الكرة الذهبية فقدات مصداقيتها منذ عام 2018.
بالتزامن مع مفاجأة الكرة الذهبية لعام 2024، كان هناك مفاجأة أخرى من الاتحاد الإفريقي الذي أعلن منذ أيام هو الآخر عن قائمة أفضل لاعب، وقد خلت من النجم المصري محمد صلاح، وتصدرها أشرف حكيمي لاعب باريس سان جيرمان، وسفيان رحيمي لاعب العين الإماراتي، والحقيقة أن تلك القائمة كان يمكن قبولها إن ظهر "مو" بمستوى سيء، أو غاب عنه تألقه، لكنه منذ بداية الموسم الجديد وهو يقدم أروع أداء له خلال الأعوام الثلاث الماضية، كما أكدت شبكة سكاي سبورتس العالمية، إذ سجّل "صلاح" حتى الآن 6 أهداف في 9 مباريات، كما أصبح لاعبا تاريخيا بتسجيله في كبِار البريميرليج، وأي مقارنة معه ومع "حكيمي" و" رحيمي" خلال هذا الموسم ستصبّ في مصلحة الفرعون بالتأكيد.
بالطبع لا أقصد من حديثي أن رودري لا يستحق أو أن صلاح يستحق الأفضل إفريقيًا، لكن فلنتفق أن الكرة الذهبية تملك تاريخا طويلا من العراقة، هي من رفعها لاعبون بقيمة بلاتيني وربيرتو باجيو ورونالدو وميسي وكريستيانو، ومهما شابها من شوائب ستظل هي حلم كل لاعب وصك تخليده في التاريخ، والحال أيضًا في الاتحاد الأفريقي كذلك، فأي لاعب داخل القارة السمراء يرغب أن يكون "نمبر وان"، ولذلك فالأجدى أن تكون الجوائز واضحة الشروط وتذهب لمستحقيها، وإلا فقدنا جزءا عزيزا من كرة.
الأكثر قراءة
-
04:46 AMالفجْر
-
06:15 AMالشروق
-
11:39 AMالظُّهْر
-
02:41 PMالعَصر
-
05:02 PMالمَغرب
-
06:21 PMالعِشاء
مقالات ذات صلة
بطولة تصحيح المسار
27 أكتوبر 2024 02:10 م
لماذا الكابتن محمد رمضان تحديدًا؟
02 أكتوبر 2024 12:45 م
ميركاتو الأهلي في الميزان
06 سبتمبر 2024 08:58 م
هل أخفقت البعثة الأولمبية المصرية في باريس؟
12 أغسطس 2024 02:47 م
أكثر الكلمات انتشاراً