السبت، 23 نوفمبر 2024

12:49 ص

علي الدين هلال: نتنياهو ينتقم لرد "صفعة 7 أكتوبر".. وقد يعادي أمريكا | حوار

المفكر السياسي علي الدين هلال

المفكر السياسي علي الدين هلال

محمد حسن

A A

قال أستاذ العلوم السياسية ومقرر المحور السياسي بالحوار الوطني، الدكتور علي الدين هلال، إن حرب غزة أثبتت فشل مجلس الأمن في تحمل مسؤوليته، التي تتمثل حسب ميثاق الأمم المتحدة، في حفظ الأمن والسلم الدولي.

وأضاف هلال خلال حواره مع "تليجراف مصر" أن أمريكا هي المسئولة عن فشل مجلس الأمن، فهي تستخدم حق النقض أو "الفيتو" للتغطية على جرائم الاحتلال الإسرائيلي في حق الشعب الفلسطيني.

وأشار إلى أن الحرب أظهرت نجاح الجمعية العامة للأمم المتحدة، التي أصدرت مجموعة من القرارات المؤيدة لحقوق فلسطين، فدعمت وقف إطلاق النار وحل الدولتين وتمكين الشعب الفلسطيني من تحديد مصيره وإقامة دولة فلسطينية حرة، عاصمتها القدس، وأدانت إسرائيل.

المفكر السياسي علي الدين هلال

ويرى أستاذ العلوم السياسية أن مواقف المنظمات الدولية المتخصصة كمنظمة الغذاء العالمي، واليونيسيف، والفاو، والصحة العالمية، من الحرب على غزة تحسب لها، وقدموا ما في استطاعتهم لدعم الشعب الفلسطيني.

وعبر هلال، عن أسفه تجاه موقف مجلس الأمن، ووصفه بأنه "مخزي" وقال، للأسف أنه الهيئة الوحيدة التي لها سلطة إلزامية، وقادرة على معاقبة الدولة الأخرى المرتكبة للجرائم.

أما على مستوى الشعوب، قال، إن الشعوب أحرجت الحكومات، والرأي العام الدولي نجح في التعبير عن رفضه لما يحدث داخل غزة من مجازر وانتهاكات.

موقف مصر

وعن دور مصر في حرب غزة، التي بدأت بعد أحداث 7 أكتوبر الماضي، أشار إلى أن الدور المصري محوري وبشكل مؤسسي، وظهر ذلك في التحركات والاتصالات المكثفة من رئيس الدولة أو الخارجية.

وأضاف، أن أول رد فعل لمصر تجاه ما يحدث على الأراضي الفلسطينية، كان "اجتماع لمجلس الأمن القومي المصري في 15 أكتوبر الماضي، وهو الاجتماع الذي رفض التهجير القسري للفلسطينيين وطالب بضرورة وقف إطلاق النار، وكذلك الدعوة لمؤتمر دولي.. وبعد مرور 6 أيام فقط، عقدت مصر مؤتمر القاهرة من أجل السلام، بمشاركة قادة إقليميين ودوليين لتخفيف حدة الصراع في غزة، والمطالبة باحتواء الأزمة، وأكدت مصر خلاله بأنها لن تألو جهدًا في استمرار العمل، مع جميع الشركاء لتحقيق أهداف القمة، واستمرار دعمها للحقوق الفلسطينية".

وأشار إلى أن الدور المصري لم يتوقف عند هذا الحد، بل كان فعالا في الوساطة، مع قطر من أجل هدنة لإيقاف إطلاق النار، وتم بالفعل وامتدت الهدنة لـ 8 أيام، ولكن التعنت الإسرائيلي أدى الى عدم وصول الوساطة بعد ذلك لنتيجة.

 

أهداف إسرائيل من حرب غزة

وكشف أستاذ العلوم السياسية، عن أهداف إسرائيل من حربها على قطاع غزة، وقال، إن المعلن من دولة الاحتلال، هو تصفية حماس وتدمير البنية التحتية، إضافة إلى الإفراج عن المحتجزين الإسرائيليين والتأكد من عدم تكرار ما حدث في 7 أكتوبر.

وعن أسباب استمرار الحرب الإسرائيلية في غزة رغم عدم تحقيق أهدافها المعلنة، قال إن الحرب سوف تستمر بسبب تواصل الدعم الأمريكي، سواء بالغطاء السياسي أو السلاح والذخيرة والأموال، فالدعم الأمريكي يزيل الضغط عن إسرائيل، ويجعلها متفرغة لتحقيق أهدافها من الحرب سواء المعلنة أو الخفية.

تهجير الفلسطينيين

أما عن الأهداف الخفية، أوضح أستاذ العلوم السياسية أنها تتمثل في التهجير، والضغط على الشعب الفلسطيني، للنزوح نحو معبر رفح، مستشهدًا بالتصريحات الأخيرة لوزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، ووزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير، والتي تحرض على إعادة توطين الفلسطينيين خارج قطاع غزة.

بناء المستوطنات

وقال إن ممارسات الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين تخطت التدخل العسكري والتجويع الاقتصادي، بل وصل إلى مرحلة الإذلال، مشيرًا إلى إجرام المستوطنين في الضفة وقيامهم بأعمال عسكرية، كميلشيات بتشجيع وعلم من جيش الاحتلال، فضلا عن التوسع في بناء المستوطنات خصوصا منذ بدء الحرب، إذ تم بناء نحو 62 بؤرة استيطانية حتى الآن من أحداث 7 أكتوبر.

وعدد أستاذ العلوم السياسية، أهداف التضييق على الفلسطينيين سواء في الضفة أو غزة، وقال، إنها تستهدف تهجير الفلسطينيين في الضفة الغربية إلى الأردن وفي غزة إلى مصر، مؤكدًا أن البلدين اعتبرا هذا الأمر خطا أحمر، لا يمكن تخطيه.

حرب نتنياهو

وحول علاقة الحرب بمصير نتنياهو، قال، إن الحرب المقامة الآن ضد الفلسطينيين، اعتبرها حرب نتنياهو وليست حرب إسرائيل وسيتم تسجيلها في التاريخ على أنها "حرب نتنياهو". 

واعتبر أستاذ العلوم السياسية، أن نتنياهو، يريد بالحرب على غزة الانتقام و"رد الصفعة" التي تلقاها يوم 7 أكتوبر، والتي أضعفت موقفه وقللت من شعبيته وتأييد اليمين الإسرائيلي له، مشيرًا إلى أن تلك الأحداث ستكتب نهاية نتنياهو السياسية، وهو مستعد إلى أي شيء لتنفيذ مخططه، بما في ذلك العداء مع أمريكا.

توسع الصراع 

أما عن توسع الصراع في المنطقة؟ قال، إنه رغم الأحداث التي وقعت في اليمن وسوريا والعراق، ولبنان، فلا يوجد حتى الآن ما يؤدي إلى تغيير نوعي في مسار الحرب، مشيرًا إلى أن حزب الله بقيادة حسن نصرالله، هو الذي يستطيع إحداث هذا التغير، لكنه لا يريد هذا حتى الآن.

ويرى أستاذ العلوم السياسية، أن الدول الغربية تعمل أن هذا التوسع عكس مصالحها، وترغب في منع التصعيد بالمنطقة، حتى تتفرغ إسرائيل لحربها في فلسطينيين. 

وأعرب عن تمنياته بانتهاء الحرب سريعا، وترتيب البيت الفلسطيني والعلاقات بين الفصائل الفلسطينية، وإعداد برنامج وطني فلسطيني، مؤكدًا أن مصر تستطيع خلق بيئة مناسبة لإتمام هذه الأمور، بسبب ثقلها السياسي وخبرتها في التعامل مع دولة الاحتلال على مدار السنوات الماضية.

search