الحكومة تستكشف الأجواء.. المطارات على مدرج الخصخصة

بحلول عام 2028، تستهدف الحكومة وصول عدد السائحين في مصر إلى 30 مليونًا، وفق خطة أعلنها رئيس الوزراء مصطفى مدبولي، تعتمد على طرح إدارة وتشغيل مطارات عدة أمام القطاع الخاص.

خبراء اقتصاد وسياحة رحبوا بهذا التوجه، معتبرين أن شركات القطاع الخاص قادرة على إدارة وتشغيل المطارات، بما يساعد على تحسين تجربة السائح والزائر الأجنبي.

أشار الخبراء إلى ضرورة وجود تحالفات شركات مصرية وعالمية لإدارة وتشغيل المطارات، حتى تكتسب الشركات المصرية الخبرة التي تؤهلها لإدارة هذا الملف لاحقا.

وتعتبر المطارات المصرية أحد أهم محاور الاستراتيجية الوطنية لتنمية السياحة في مصر، من خلال إتاحة الوصول للمقصد السياحي المصري بصورة أكبر.

خطة طرح المطارات

تنوي الحكومة طرح المطارات على القطاع الخاص لتشغيلها وإدارتها، على مراحل عدة، وفقا لما كشفه مسئول حكومي لـ"تليجراف مصر"، أوضح أن المرحلة الأولى من الخطة ستتضمن مطاري بورسعيد والخارجة فقط.

وتبلغ مساحة مطار بورسعيد الإجمالية نحو 1.2 مليون متر مربع، ويخدم محافظات قناة السويس، ويضم مبنى للركاب يسع 500 راكب، بحسب موقع وزارة الطيران المدني.

ولمطار بورسعيد تجربة سابقة في العمل مع القطاع الخاص، ففي نوفمبر 2021، أعلنت شركة تي شوري تورز المشغلة لمطار بورسعيد ضخها استثمارات جديدة لتشغيل خطوط طيران شارتر من مطار بورسعيد إلى 5 مدن مصرية.

بحسب مسؤول في محافظة بورسعيد، فإن عقد الشركة المشغلة للمطار انتهى منذ ما يقرب من شهرين، وأضاف أن المحافظة تنتظر إخطارا من الحكومة بشروط طرح الإدارة والتشغيل على القطاع الخاص.

فوائد سياحية واقتصادية

الخبير الاقتصادي، إيهاب الدسوقي، يرى أن طرح المطارات على القطاع الخاص "خطوة جيدة، وتتماشى مع توجهات الدولة المصرية بإتاحة المجال لشركات القطاع الخاص بالعمل في قطاع مشروعات النقل".

وأضاف الدسوقي لـ"تليجراف مصر"، أن القطاع  الخاص يمتلك من الكفاءة ما يمكنه من إدارة واستثمار المطارات المصرية بشكل أفضل، وجعلها جاذبة للسياحة، خصوصاً أن القطاع الخاص لديه القدرة على إنشاء أماكن ترفيهية ومطاعم، ووضع خطط تعظم من الإيرادات، وبالتالي تنتفع مصر، مطالبا الحكومة المصرية بسرعة الإعلان عن المطارات المستهدف طرحها، للمساعدة في تنفيذ استراتيجية تنمية السياحة.

وسجلت حركة السياحة الوافدة إلى مصر خلال الـ9 شهور الأولى من 2023، نحو 11 مليون سائح، بنمو 20%، بالمقارنة مع الفترة ذاتها من العام الماضي.

تحالفات مصرية أجنبية

رئيس غرفة المنشآت السياحية، عادل المصري، يرى وجوب إسناد إدارة وتشغيل المطارات المصرية إلى تحالفات مصرية أجنبية، وعدم قصرها على الشركات المصرية فقط، موضحا أن القطاع الخاص يتميز بالعديد من المزايا التي تؤهله لتحقيق النجاح في هذا الجانب، وتعظيم إيرادات القطاع السياحي، وتعزيز النشاط الاقتصادي، باعتبار القطاع السياحي من مصادر التدفقات الدولارية السريعة والمباشرة للدولة.

وشدد على ضرورة البدء بالمطارات الصغيرة أو المحدودة، كتجربة، ثم الحكم عليها وبالتالي تعميمها أو تحسينها لتحقيق النجاح، مشيرا إلى أن مطارات طابا وسفنكس وبرج العرب ومرسى مطروح، مؤهلة لتطبيق تجربة الإدارة من القطاع الخاص، لجذب المزيد من السياح إلى مناطق سيناء والبحر الأحمر والساحل الشمالي.

مطار مرسى علم الدولي

مطار مرسى علم الدولي في محافظة البحر الأحمر، أول مطار خاص من حيث التشغيل والملكية، بحسب بيانات وزارة الطيران المدني، حيث تديره شركة إيماك مرسى علم للإدارة وتشغيل المطارات، وهي إحدى شركات مجموعة الخرافي الكويتية، وهو أيضًا أول مطار يدار بطريقة B.O.T، وأنشئ بالأساس لدعم حركة السياحة المتزايدة بمنطقة البحر الأحمر.

وساهم  المطار الذي استقبل أول رحلة طيران في نوفمبر 2001، بصورة كبيرة في نمو التنمية السياحية بالمنطقة التي باتت تضم نحو 15 ألف غرفة فندقية عاملة.

وبلغت تكلفة المطار، المكون من مبنى للركاب سعة 600 راكب في الساعة، نحو 180 مليون جنيه، ويعد أحد مشروعات المجموعة الكويتية بالاشتراك مع مستثمرين وشركات عالمية متخصصة في تطوير المنتجعات العالمية، بحسب وكالة الأنباء الكويتية "كونا".

وقالت "كونا" إن المشروع يأتي فى إطار خطة الحكومة المصرية بضرورة مساهمة القطاع الخاص في عملية التنمية، وتم إنشاء المطار بنظام "بي. أو. تي" طبقا للقانون رقم 3 لسنة 97 ولفترة امتياز 40 سنة يتم بعدها تسليمه بجميع منشآته ووحداته الصالحة للاستخدام ودون مقابل إلى الدولة ممثلة في الشركة المصرية القابضة للمطارات والملاحة الجوية. 

مطار القاهرة 

بحسب رئيس غرفة المنشآت السياحية، فإنه لا يفضّل إدراج مطار القاهرة ضمن المرحلة الأولى لخطة الطرح، خصوصا أن مطار القاهرة أحد أضخم المطارات في الشرق الأوسط.

ويحظى مطار القاهرة بأهمية بالغة دولياً، فهو المحطة الرئيسية في عاصمة مصر، ووجهتها لاستقبال كافة أنشطة النقل والحركة الجوية من وإلى مختلف أنحاء العالم.

واستقبل مطار القاهرة خلال عام 2022-2023، نحو 20 مليون راكب، وحصل على المركز  الأول للعام الثاني على التوالي ضمن أفضل عشرة مطارات أفريقية، وفقاً للتقرير السنوي الذي أصدره المجلس الدولي للمطارات، في أبريل 2023.

وقال التقرير، إن مطار القاهرة هو  الوحيد في أفريقيا الذي حقق تعافياً كاملاً في حركة المسافرين وتخطى مستويات ما قبل جائحة كورونا، محققاً رقما قياسيا في أعداد الركاب حيث استقبل عام 2022 نحو 20 مليونا و10 آلاف راكب بزيادة بلغت 76.3% عن عام 2021، ومتجاوزا أعداد المسافرين به قبل الجائحة عام 2019، بنسبة زيادة بلغت 5.4%.

تهيئة المناخ

الخبير الاقتصادي، مصطفى بدرة، طالب بضرورة تهيئة بيئة الاستثمار للمستثمرين المصريين لتشجيعهم على العمل بهذا القطاع الهام، مشيرا إلى أن ذلك من شأنه أن يتغلب على الخسائر التي تتكبدها شركة مصر للطيران، التي وصلت إلى مليار دولار في يونيو الماضي، حسبما أعلن وزير الطيران المدني، محمد عباس حلمي.