عزيزي التليجرافي..
عزيزي "التليجرافي"، وأقصد بك جمهور هذه المنصة الجديدة كلياً "تليجراف مصر"، وقد نسبتها إليك لأنك صاحبها، شئت أم أبيت!
اسمح لي أن أشركك في جدال مرير حول مستقبل الصحافة،
قالوا حين سادت وسائل التواصل الاجتماعي إن الصحافة إلى زوال، وابتكروا مسميات مثل صحافة المواطن، وصار كل من هب ودب يفتي ويخبر ويحلل، حتى نسي الصحفي نفسه، وأصبح يهرول وراء كل ما يثار على السوشيال ميديا، فتحولت إلى مصادر لكثير من الوسائل، دون تدقيق أو تعميق أو تمحيص!
حالة من الاكتئاب والقلق والتوتر سيطرت علينا نحن معشر الصحفيين، هل ننضم عن قريب إلى طابور العاطلين عن العمل، وماذا يفعل مثلي الذي لا يصنع أو يزرع أو يتاجر، وتنحصر معرفته في هذه الحياة بالصحافة فقط!
على أي حال، تحمسَّ قوم -وأنا من بينهم- إلى رأي يعززه واقع، وهو أن اختراع الراديو لم يلغ الصحافة الورقية، وابتكار صندوق الدنيا "التليفزيون" لم يقض على الراديو، وهيمنة الانترنت لم تفقد التليفزيون بريقه، فلا زلنا نتابع كل هذه المنصات بشغف يتفاوت من شخص لآخر، وبالتالي لا يمكن أن تحل السوشيال ميديا بديلاً للصحافة بأي حال من الأحوال، لكن بشرط واحد، وهو أن لا تنجر الصحافة إلى هذا المستنقع، وتحافظ على قيمتها ومصداقيتها..
ومن هذه النتيجة دعنا نتفق سوياً على ما يجب أن نقدمه في منصتك "تليجراف مصر" فكما أكدت في البداية أنت صاحبها أو شريك بها، اختر ما شئت لنفسك، فسوف تثبت لك الأيام ذلك..
أولاً، لنتفق على أهمية الصحافة، مهما كانت الظروف، بشرط أن تكون صحافة حرة مسؤولة، تمثل جوهر المجتمع، وتعكس قيمه الأصيلة، تستهدف التنوير، وكشف الحقيقة، وتعزيز تماسك المجتمع واستقراره، ومن ثم نعدك بأننا لن نكذب، حتى لو عجزنا عن قول الصدق، وهناك فارق كبير بين الاثنين..
ثانياً، سنتحرى الدقة والشفافية في كل ما نقدمه إليك، فلن نحرّف الحقائق، أو نضللك في أمر ما، متجردين في ذلك من الهوى والغرض!.
ثالثا، سنحترم أنفسنا حتى تحترمنا، وهذا بكل أمانة ليس أمراً سهلاً في الزمن الذي نعيش به، لكن أزعم أننا قادرون على تحقيقه.
رابعاً، مصلحة الوطن فوق الجميع، لذا لن نكون سبباً في إثارة فرقة أو تعصب، أو نمس كيانه أو أمنه أو نسيجه، مميزين في ذلك بين الأفراد والأوطان، وهنا تأتي أهمية الكلمة النزيهة، والآراء الموضوعية، ومنح مساحة متساوية للمختلفين..
عزيزي التليجرافي، أتمنى أن تحبنا وتتابعنا وتفضلنا، وتصبر علينا، لأننا نحبك ونفضلك، ونرفعك فوق الرؤوس، وهذا بمثابة عقد نوقعه سوياً كشركاء في النجاح بإذن الله..
الأكثر قراءة
-
04:55 AMالفجْر
-
06:26 AMالشروق
-
11:41 AMالظُّهْر
-
02:36 PMالعَصر
-
04:56 PMالمَغرب
-
06:17 PMالعِشاء
مقالات ذات صلة
المتهمات بالفرحة!
22 يوليو 2024 07:03 م
لماذا "سيف زاهر"؟!
24 يونيو 2024 02:12 م
إياك تاخدها جدّ!
07 مايو 2024 10:18 م
هل يلغي الله النار يوم القيامة؟!
20 مارس 2024 12:38 م
أحب المرأة .. لكن ربنا يستر!
09 مارس 2024 01:49 م
اللقيط والقزم!
24 فبراير 2024 07:42 م
الشخصية الـ "ميدو"!!
07 فبراير 2024 04:10 م
صناعة الآلهة
24 يناير 2024 07:36 م
أكثر الكلمات انتشاراً