الخميس، 19 سبتمبر 2024

08:02 م

طريق الحرير.. من مصر إلى الإمارات

هل يفوز باللذات كل مغامرٍ؟

سؤال معقد، لكن سأحاول إجابته، بالنظر إلى تجربتي، فأنا أصنف نفسي من بين هؤلاء المغامرين، كما أعتبر أنني من المحظوظين بالانتماء بكل كياني إلى وطنين، مصر والإمارات.
قبل قرابة 18 عامًا قررت شدّ الرحال إلى دولة الإمارات العربية المتحدة، أحمل حلمًا كبيرًا في أن أجد لي مكانا في هذا البلد العظيم.


بدأت مثل كل مغترب رحلة كفاح، اختلفت عن غيرها في جوانب مهمة من وجهة نظري، وهي أن الإمارات بلد صديق للإنسان، فبقدر اجتهادك تجد المقابل وتصل إلى المكانة التي تستحقها، بشرط أن تتحلى بالطموح والرغبة في أن تحقق ما تحلم به.
بدأت مثل غيري محاميًا بسيطًا بأحد المكاتب، ثم تدرجت في العمل مكتسبًا خبرة المهنة والوطن الثاني الذي يظلني، حتى حققت مبتغاي في وظيفتي، مواصلاً بكد وكفاح لأكون خير سفير لبلادي في هذه الدولة العظيمة.
 

وبمرور الوقت، لم أعد أشعر بأنني أعيش هنا كمغترب، بل ثمة رباط قوي ومتين يربطني بالإمارات، ففيها اكتسبت ما أملكه من خبرات، وأسست عملي الخاص، وامتلكت منزلي.
فيها كل حياتي، وشغفي وعملي، ومنها انطلقت إلى عالم التأليف، فكتبت مجموعتي الأولى، الموسوعة المدنية الإماراتية الشاملة، في الطعون والقواعد القانونية والأحكام القضائية المكونة من سبعة أجزاء، ثم مجموعة الأحكام والقوانين والقواعد والأسانيد الخاصة بقانون الإثبات الإماراتي، ثم نظيرتها في العقود، ثم مجموعة أحكام محكمة التمييز المتعلقة بقانون الإجراءات المدنية الاتحادي، ونظيرتها في قانون الشركات التجارية، وتلك الخاصة بالقوانين والقواعد والأسانيد القانونية الخاصة بالأوامر القضائية والتنفيذ في الإجراءات المدنية بالقانون الإماراتي، ومجموعة الأحكام والقوانين والقواعد الخاصة بقانون التحكيم.
 

كلما انتهيت من مشروع، دفعني الشغف إلى آخر، فألفت أول كتاب متعلق بالتشريعات الحداثية المرتبطة بالذكاء الاصطناعي، في ظل اندفاع دولة الإمارات إلى هذا المجال التقني التقدمي الذي يمثل قفزة كبيرة إلى المستقبل، وصدر مطلع العام الجاري تحت عنوان “التحديات القانونية أمام تطبيق الذكاء الاصطناعي في دولة الإمارات العربية المتحدة”، وحقّق نجاحًا كبيرًا، وحظي بموقع في مكتبة دبي العامة، ذاك الصرح الثقافي العظيم في دانة الدنيا، ثم لحقته بأخر مؤلفاتي “الحماية القانونية للفضاء السيبراني بدولة الإمارات”.
 

وأثناء قيامي بذلك، ولقناعة مني بأن خيرنا من تعلّم العلم وعلمه، أداوم منذ فترة طويلة على الكتابة الصحفية لتوعية شريحة واسعة من أفراد المجتمع بكل صغيرة وكبيرة متعلقة بالشؤون الحياتية ذات الصلة بالقانون.
وفيما أقف الآن مُعزَّزا باطمئنان إلى سند ثقافي وعلمي حرصت على تأصيله وتعزيزه في وطني الثاني "الإمارات"، لم يغب عن عقلي وقلبي وطني الأول، مصر، إذ حلمت طوال الوقت بتأسيس مشروع ثقافي تنويري يربط بين الوطنين. 
ومن هنا، جاءت فكرة "تليجراف مصر" كمنصة للمستقبل، تكون قاعدة لانطلاق العشرات من الشباب الطموحين المستنيرين الراغبين في كتابة تاريخ لأنفسهم في عالم الصحافة، وأنا معهم شريك في مشروع وطني حقيقي، يحترم العقل المصري والعربي، ويكون نافذة للمواطن البسيط، يعبّر فيها عن آماله ومطالبه وأحلامه، ووسيلة نربط بها بين المجتمع والقائمين عليه، دون إفراط أو تفريط بحق أي من الطرفين.
"تليجراف مصر" مشروع واعد، أحلم أن يكون بارقة أمل لمستقبل أفضل، ووسيلة لتعزيز الأخوة والتقارب الرائع بين وطنين عظيمين، مصر والإمارات، فيعبر عن الآمال والطموحات والسعي والعمل. 
سنحاول قدر إمكاننا في هذا المشروع التنويري أن نكون متنفسًا لكل فئات المجتمع، نعبّر عنهم بكل أمانة وصدق، دون تجميل أو تقليل.
إنه حلم نسعى إلى تحقيقه معكم وبكم..

أخبار متعلقة

هنا.. "تليجراف مصر"

15 ديسمبر 2023 03:10 م

الحلم

17 ديسمبر 2023 06:54 م

عزيزي التليجرافي..

19 ديسمبر 2023 09:27 م

لا بديل عن الاصطفاف

20 ديسمبر 2023 11:48 م

search