الجمعة، 22 نوفمبر 2024

01:40 ص

نجوى مصطفى
A A

ماذا يعني نجاح وسام أبو علي؟

بعض اللاعبين، كُتب في هويتهم الرياضية "أهلاوي"، ولا علاقة لذلك بالبلد الذي نشأوا فيه، أو النادي الذي استقبل بداياتهم الكروية، فالأمر لا يتخطى موعد، موعد مُحدد بين اللاعب والقلعة الحمراء التي ما إن يدخلها حتى يصنع التاريخ داخلها، وإن قُدّر عليه الخروج للعب مرة أخرى في نادي آخر، فليس هناك تاريخ ينتظره، أما إذا أكمل سيتخطى مرحلة التاريخ إلى الأسطورة.


و"أهلاوية" الأهلي، لا تعترف بالخرائط الجغرافية، فمن أنجولا كان فلافيو أهلاوي قبل أن يعرف أين تقع مصر، وكذلك زميله جلبرتو، وعلي معلول، والقائمة تطول حتى تضم وسام أبو علي، هدّاف الدوري المصري برصيد 18 هدف حتى كتابة تلك السطور، رغم مشاركته منذ بدء الدور الثاني فقط.


وبعيدًا عن الأرقام القياسية التي حطّمها وسام أبو علي خلال نصف الموسم، ونسبة التسجيل التي اقتربت من 90%، بجانب كونه أول مهاجم منذ سنوات طويلة يصل إلى هذا المعدّل خلال فترة صغيرة، أقول بجانب ذلك، فإن التأقلم والتهيئة النفسية ودعم اللاعبين ومعرفة اللاعب بقيمة النادي الأهلي، كلها عوامل ساعدته في الاندماج سريعًا في المنظومة الرياضية، وكانت النتيجة كما رأينا، وبالنسبة لي نجاح وسام أبو علي يعني لي أكثر من نقطة خارج المستطيل الأخضر.


أولًا، فإن نجاح وسام أبو علي وتسجيله كل تلك الأهداف، يُثبت لنا أن طلب مارسيل كولر لمهاجم خلال العامين الماضيين لم يكن من قبيل الفراغ أو الاستعراض، أو حتى تبرير لبعض الإخفاقات كما زعم البعض، بل حاجة حقيقية لمن يترجم الخطط إلى أهداف، ويحول المجهود المبذول إلى ثلاث نقاط، ورغم نجاح محمود كهربا في الموسم قبل الماضي في حمل تلك المهمة، وهو نجاح دفع بالبعض إلى التأكيد أن القلعة الحمراء لا تحتاج لمهاجم، لكن "كولر" وإدارته كانوا يُدركون جيدًا أن الأمر لن يستمر على هذا طويلا، فـ" كهربا" في النهاية ليس مهاجم صريح، ونتذكر حديث "كولر" في بداياته حين أوضح أنه يصل إلى الشباك بنسبة كبيرة ولا يحتاج إلا لمن يُنهيها، ونتذكر أيضًا إصراره على ذلك في عز تألق "كهربا"، ما جلب له انتقادات، لكن بوجود وسام أبو علي وتأديته للدور الذي جاء من أجله، يثبت لنا أن "السويسري" كان على حق، وإدارة الأهلي أحسنت حين استجابت له، بل وتبحث له الآن عن مهاجم آخر أو أكثر.


الأمر ذاته ينطبق على إدارة النادي الأهلي، وهي النقطة الثانية التي يقودنا إليها تألق "وسام أبو علي"، فحديث إدارة التعاقدات عن حاجتها المستمرة لمهاجمين، والبحث عن من يصلح للنادي في مختلف أنحاء العالم، لم يكن من قبيل "الشو" أيضًا، ولا "تحليل رواتب" كما ردد البعض، بل عمل حقيقي وإدراك منهم ماذا يحتاج الفريق وما هي المعايير المطلوبة، وكيف يُمكن إقناع اللاعبين بالتوقيع للأحمر مقابل العروض الأخرى.


أما النقطة الثالثة، فهي أن تألق وسام أبو علي بهذا الشكل، يعد شهادة نجاح لإدارة "سكوتنج" النادي الأهلي، وناهيك أن وجود تلك الإدارة دليل جديد على التحاق الأهلي بالأندية العالمية من خلال البنية التنظيمية، لكن سهام النقد لم تتوقف لحظة خلال العام الأول لوجود تلك الإدارة، خاصة أن خطواتها الأولى لم تكن على قدر أحلام الأهلاوية، لكن بعد عام واحد، وبعد تجارب هنا وهناك، واستفادة من أخطاء الماضي، كانت الإدارة قادرة على تقديم "وسام" إلى الجمهور الأحمر، كعربون محبة لما هو قادم، وكتأكيد انها إدارة قادرة على إفراز المواهب التي ستضيف كثيرًا إلى الكرة المصرية.

أخبار متعلقة

search