الخميس، 19 سبتمبر 2024

07:17 م

الخبر وحده لا يكفي!

داخل "كافيه "هادئ، يطل على شارع صاخب في المهندسين كان اللقاء الأول الذي جمعني مع زملائي برئيس تحرير "تليجراف مصر" الأستاذ سامي عبد الراضي قبل ثلاثة أشهر. واجهة الكافية الزجاجية كانت تحجب كلاكسات السيارات، وأصوات المارة، بينما الشاشات المعلقة على الجدران صامتة، تعرض مبارة كرة قدم للأهلي مع فريق آخر، وتستحوذ على اهتمام غالبية رواد المقهى الذين لم تكن انفعالاتهم تتناسب مع الموسيقى الناعمة التي تنبعث في المكان.

أحرز الأهلي الهدف الأول، وتابع سامي الإعادة بملامح محايدة، دون أن يعلق، قبل أن يواصل حديثه حول رؤيته للموقع الجديد، وهو يقول: «الخبر وحده لا يكفي، وقد يكون ملكا لجميع الصحفيين بل والأشخاص العاديين فور وقوعه، خاصة في ظل وسائل التواصل الاجتماعي، ولكن التفاصيل ما يميز أي صحفي عن آخر.

في التفاصيل تجتمع خيوط القصة التي يبحث القارئ عنها وتتضح الرؤية التي يرغب في معرفتها، ومن تفصيلة معينة يستطيع الصحفي العثور على زاوية الكتابة التي يتناول بها محتوى الخبر، فإذا لم تكن لديه زاوية مختلفة ينقل بها الحدث لن يهتم أحد برؤيته».

من خلال انطباعي الأول عنه أدركت أن سامي عبد الراضي مجامل بطبعه، يتعامل مع محدثه باهتمام بالغ، كل إنسان يلتقي به صغيرا كان أو كبيرا هو شخص استثنائي بالنسبة له، ولا بد أن يأخذ حقه من الضيافة والود والمحبة، لكني عندما تعاملت معه أدركت أن  سامي عبد الراضي الصحفي خلاف ذلك، فهو يشك في عدد أصابع يديه، وينبذ اليقين.

إذا أتيته بجوال أفكار فسوف يفتش جيوبك ربما تكون قد أخفيت فيها فكرة، أو نسيت أن تضعها مع أخواتها، وإذا اقترحت عليه عنوانا لموضوع، وأعجبه لا ينبهر، وينظر في عينيك مباشرة وكأنه يلومك وهو يقول لك: "بس أكيد عندك أحسن منه"، وإذا أمرك أن تأتي بـ«لبن العصفور» وتحديته وأتيت به سوف يقول لك "مرطرط في السوق يابني"!

من الصعب إرضاء "رئيس تحرير تليجراف"، في كل مرة يراجع فيها "إنفو" أو "فيديو" تكون له ملاحظة جديدة.. عندما تمر أمام مكتبه سوف تراه مغلقا، ولكنك بمجرد أن تجلس أمام جهاز الكمبيوتر تكتشف أنه خلفك ينظر إلى الشاشة ويراقب ما تنجزه، قبل أن ينصرف وعلى وجهه تلك الابتسامة المحيّرة التي لا تعرف إن كان مصدرها الإعجاب أم السخرية!

لا يحتكر الأستاذ سامي الرقم واحد، يسمح لأي محرر في الموقع أن يرتدي قميصه، ويلعب دور رئيس التحرير على زملائه، المحتوى متاح لجميع الصحفيين ، ومن حق هذا الجميع أن يبدي ملاحظاته. نعيش حالة حرب مستمرة طيلة اليوم تتصادم فيها الأفكار، وتهدم فيها أخبار وتقارير وتحقيقات وموضوعات وتبنى من جديد بهدف الخروج بأفضل صورة يطالعها القارئ.

سعيد بانضمامي إلى عائلة "تليجراف مصر" التي تعلن عن ميلاد موقعها اليوم.. والله وحده بيده النجاح.

أخبار متعلقة

search