السبت، 05 أكتوبر 2024

10:42 ص

ميلاد جديد للكلمة

«أَنْتُمْ مِلْحُ الأَرْضِ، وَلكِنْ إِنْ فَسَدَ الْمِلْحُ فَبِمَاذَا يُمَلَّحُ؟».. تلك كانت كلمات السيد المسيح في عظته على الجبل التي اعتبرها الكثيرون دستورًا للحياة الأفضل، وأعتبرها أنا دستورًا للصحفيين.

ونحن على بعد أيام من الاحتفال بميلاد المسيح، علينا أن نتأمل في إحدى معجزات المسيح الكبرى وهي «الكلمة»، فيسوع الناصري الذي كان يجول يصنع خيرًا كانت كلمته هي البوصلة التي غيرت عادات وأعراف مجتمعه، تلك الكلمة التي تجعلنا كلنا «ملح الأرض»، إن صلحت صلح الحال، وإن فسدت ساءت الدنيا كلها.

قبيل الاحتفال بعيد ميلاد المسيح، وبدء عام جديد، نتأهب لميلاد جديد لـ«الكلمة»، إعداد جديد لـ«ملح الأرض»، درب آخر من دروب صاحبة الجلالة، وفصل جديد في كتاب أبنائها.

اليوم تنطلق تجربة «تليجراف مصر» أحدث مواليد مهنتنا المقدسة.. الصحافة التي قال عنها الأساتذة الكبار إنها جليس العالم وأستاذ المريد، والموعد الذي يتلاقى فيه المفيد والمستفيد، خطيب العلم في كل ندوة، وبريده إلى كل خلوة، والمشكاة التي تستصبح بها بصائر أولي الألباب، والمنار الذي تأتمُّ به المدارك إذا اشتبهت عليها شواكل الصواب.

تجربة تحمل آمالا عريضة بصحافة تنحاز للوطن وقضاياه وتضعه فوق كل اعتبار، تكون رفيقًا للمواطن في رحلته، وإجابة لكل سؤال لديه، وحقيقة لكل شكوكه.

تجربة في آمالها وأحلامها تحمل مسؤولية تجاه المهنة وممتهنيها، لا تنجرف إلى المبتذل، ولا تتوارى عن الآداب العامة، ولا تسقط في بئر التصيد والتربص، تحلم بصحفييها أن تقدم ما يليق بوطن عظيم وأمة عريقة. يحلم صحفيوها بصناعة يفتخر بها أبناء المهنة، ويأملون في مستقبل عابر للمشكلات والأزمات.

اليوم تُولد كلمة جديدة، نبارك لأصحابها للحظات ونضعهم أمام المسؤولية بعد ذلك، لتحقيق كل الآمال السابقة، والأحلام المؤجلة.

أخبار متعلقة

search