الثلاثاء، 08 أكتوبر 2024

12:25 ص

اعتياد أم ابتعاد؟.. العالم لا ينصت لأنين الشعوب العربية

حروب - تعبيرية

حروب - تعبيرية

روان عبدالباقي

A A

“قُتل 9 مدنيين وأصيب 13 آخرون جراء الهجوم الإسرائيلي على مدينة حمص السورية”.. لم يكن هذا الخبر قويًا بما فيه الكفاية ليظهر على القنوات الفضائية والصحف الإلكترونية العالمية، مثلما أكدت خبيرة الشؤون الأفريقية، هبة البشبيشي.

السبب ربما هو فكرة “الاعتياد” بسبب تكرار حالات الاعتداء المتكرر على عدد من الدول العربية في الآونة الأخيرة، أو ربما يكمن السبب في مسألة "ابتعاد" العالم عن صرخات بعض شعوبنا التي تعرضت لاعتداءات عسكرية أو تشهد توترات ونزاعات داخلية، لا يراها العالم نتيجة حالة التعيميم الإعلامي على هذه النوعية من الأخبار في وسائل الإعلام الغربية.

تكتيم إعلامي ممنهج

البشبيشي، أكدت في تصريحات لـ "تليجراف مصر"، أن العالم قديمًا كان يقوم ولا يقعد إذا اندلعت حرب في إحدى الدول العربية، والآن اعتاد العالم قراءة إحصائيات أعداد القتلى والجرحى، كأنها نشرة إخبارية يومية، قائلة "المشكلة تكمن في أن هناك تعتيمًا إعلاميًا مخططًا له".

المسلسلات والأفلام أصبحت حديث الساعة في القنوات التلفزيونية، ونادرًا ما نجد خبرًا عن الحروب التي تحدث في اليمن والعراق والسودان، حسب البشبيشي، التي أوضحت أن أمريكا تنتهج سياسة التعتيم الإعلامي في حروبها، والدليل أنه بعد أحداث “7 أكتوبر” والتغطية الإعلامية الكبيرة الذي شهدها قطاع غزة، شهدت غالبية دول العالم تظاهرات طالبت بوقف الحرب.

وطالبت البشبيشي،  بضرورة تسليط الإعلام العربي الضوء على ما يحدث في الدول العربية، وإحباط خطط الغرب في التعاطف معه في قضايا مثل توجيه الحوثيين ضربات للسفن الأمريكية، أو قيام جماعات مسلحة في العراق بشن هجمات على قواعد أمريكية وبريطانية، مشيرة إلى أن إسرائيل عندما تسمح بتصوير القصف والدماء تريد أن تخبر العالم كم هي قوية ولا مثيل لها.

اختلافات عرقية ودينية

يبدو أن القضايا الإنسانية والسياسية هي الشغل الشاغل للعالم الآن، بما في ذلك التغيرات الجيوسياسية والاقتصادية، وقد أخذت الأفضلية وأدت إلى تحول في مستوى الاهتمام العام، كما أوضح نائب رئيس مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، عمرو هاشم ربيع.

قصف أمريكي على الحوثيين

ربيع قال، "كم الاختلافات السياسية والعرقية والدينية مع المشاكل الاقتصادية والاجتماعية جعل الحروب في الدول العربية تزداد استفحالًا وقوة في إطار غياب الوساطة والمفاوضة وإعمال قوة القانون، وتتنامى المشكلة بمرور الوقت وتصل إلى استخدام كل طرف للسلاح من دون وجود اعتبارات لأي تدخل أو قوة لصد هذه النزاعات".

العالم ليس بصحة جيدة

وفيما يتعلق بحال الشعوب العربية في الوقت الحالي، أكد مساعد وزير الخارجية الأسبق، السفير جمال بيومي، أن العالم العربي ليس بصحة جيدة، سوريا منقسمة على نفسها ودخلتها إيران وأمريكا، والسودان انقسم إلى شمال وجنوب، ومسلم وغير مسلم، والعراق إلى سني وشيعي وكردي، واليمن إلى حوثيين وغير حوثيين.

تهجير المدنيين من غزة

وأشار إلى أن الحروب في الأساس قبليّة وعرقية، لذلك لا يستطيع أحد أن يوقفها، ولن يرضى الشارع العربي إلا بضرب إسرائيل بالقنابل، وهذا شيء ليس للدول العربية قِبل به، فقد اعتادت شعوبنا الحروب وهي الوحيدة التي يمكنها أن تنقذ نفسها إذا توحدت مرة أخرى.

search